جديدنا

كل جديد تجدونه هنا في مدونة أحمد السعيدي

الأحد، 22 أبريل 2012

مقالة متميزة عن تكنولوجيا التعليم ( تخصصي انا :)


تكنولوجيا التعليم والتهيئة اللازمة

منذ أيام أعلن مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، أن المجلس بحث استخدام مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيس بوك» في العملية التعليمية، باعتبار أن التكنولوجيا أصبحت جزءاً لا يتجزأ من عملية تعلم الطلبة، وتعزز ارتباط الطالب بالمحيط المحلي والعالم من حوله، وتجعله على وعي بكل ما يشهده العالم من مستجدات تقنية وعلمية وثقافية.
ولأننا ندرك أهمية مواكبة العصر ومستجداته التكنولوجية التي أصبح الجيل الحالي مطلعا على كل مافيها، دون انتظار ما تتيحه له الصفوف الدراسية التي إن لم نكن مخطئين بات متقدما عليها، ولأننا نؤمن بأهمية التعليم التفاعلي الذي يقلل مساحة التعليم التقليدي في صفوف أبنائنا الدراسية، إلا أننا نطالب دائما بأن يكون إدخال تلك العناصر إلى واقع تعليمنا بحذر شديد وبتهيئة لازمة، لأن دور التعليم هو التربية والتوعية قبل أي شيء آخر، وفي عالم التواصل الاجتماعي، لا سيما "التويتر"، يندر أن نجد طالبا في أي من المراحل الدراسية ليس ملما بوسائل الاتصال والتواصل من خلاله، أو أدوات البحث فيه مع الأشخاص أو المؤسسات أو عن الموضوعات.
 والأكثر أن كثيرين منهم متواصلين ومتفاعلين وإن تفاوت مستوى هذا التفاعل وتنوعت أهدافه، ما يعني أن إدخال التويتر إلى الصفوف الدراسية مسألة تحتاج مسبقا إلى وجود سياسة محكمة، تضمن تحقيق ما يسعى إليه التربويون من أهداف أهمها البحث وجمع البيانات والتواصل مع الخبراء، وهذه السياسة لا يمكن وضعها ما لم تكن لدينا تشريعات محددة أو ميثاق يحكم المتواصلين في هذه الشبكات، وهو ما نفتقده حاليا وما يحدث فوضى في التويتر بين وقت وآخر، وتحتاج إلى أدوات أخرى أهمها الثقافة العامة التي يتسلح بها من يستخدم تلك الشبكات.
السياسة، أو الميثاق التربوي، ستحدد الفئات العمرية وقدراتها اللغوية ومدى الاستفادة المتوقعة، بحيث لا تؤثر هذه الأداة على جوانب أخرى نتطلع إلى تحقيقها في الصف الدراسي، حيث يبقى الأهم هو التفاعل المباشر بين الطلبة وأساتذتهم، خاصة وأن البحث في الإنترنت ليس ممنوعا عليهم، سواء من خلال محركات البحث أو مواقع التواصل الاجتماعي. ووحدها السياسة لن تكون كافية، بل ستجعلنا بحاجة إلى أمور أخرى أهمها تمكين الأساتذة والطلبة من أدوات التحكم في العملية برمتها ومنع أي تجاوزات سلبية لا نتمناها.
لسنا ضد جديد التكنولوجيا في التعليم، ولكننا مع التهيئة اللازمة لكل مستجد، وهذه التهيئة لا بد أن تتناسب مع طبيعه الجيل الذي يتلقى ويستخدم هذه الأدوات. فما زالت لدينا تحديات في واقع التعليم، كضعف علاقة الطالب بالكتاب وثقافته العامة ومستواه في القراءة والكتابة كأهم مهارتين تراجعتا عن مستواهما في الأجيال الأخيرة، ما يجعلنا نأمل ألا يطغى المظهر على الجوهر في التعليم فتضعف المخرجات، لا سيما في صفوف التعليم التي تسبق المراحل الجامعية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للتواصل مباشرة مع أحمد السعيدي

يمكنكم ارسال رسالة sms على الرقم التالي

00965-66922031

أو عبر الايميل الالكتروني

ahmad.awad.j@gmail.com

BBM : 266F88BD

موقع مركز وذكر