واحدة من غرائب الدنيا التي اجتمعت في دولة الكويت، تصوروا قسم تكنولوجيا التعليم بكلية التربية الأساسية لا توجد به تكنولوجيا، والأساتذة الموجودون بالقسم مازالوا يتبعون الطرق القديمة في التعليم «إلا من رحم ربي».
يفترض أن يكون القسم غنيا بالتكنولوجيا والتطور، ولكنني أرى العكس تماما، هل يعقل أن تكون هناك قاعة مجهزة بجهاز عرض ضوئي «بروجكتر» والغرفة غير معتمة! ما فائدة الجهاز إذن؟
كما أن أجهزة الحاسوب الموجودة في القسم مصابة بمرض ليس له علاج، قديمة جدا ومتهالكة، ولا يمكن أن تخدم العملية التعليمية وتسهل عمل الطالب بل العكس، كما توجد أجهزة ميتة أصلا، كمعدات مادة التلفزيون، مادة عملية بحتة حولها الأساتذة الى مادة نظرية، لأنهم لا يستطيعون إصلاح المعدات لعدم وجود ميزانية «وهذا حجي فاضي»، ولا يستطيعون إلغاء المادة، لأن وجود المادة مهم لتكون الشهادة معترفا بها، ولو أنني أشك بأن الكلية معترف بها أصلا!
إضافة الى شيء أدهى وأمرّ من هذا كله، في دراستي تعلمت أن عليّ احترام الملكية الفكرية، ومن قاموا بتدريسي هذا الأمر يسرقون الكلام من الكتب الأجنبية فيترجمونها ويبيعونها لنا على شكل مذكرات كمراجع للمقررات العلمية تحمل أسماءهم كمؤلفين!
عفوا يا أساتذة.. أما قال لكم أحد من قبل أن فاقد الشيء لا يعطيه؟ إضافة الى أن أجهزه الحاسوب في كليات ومعاهد الهيئة تحمل برامج منسوخة ليست أصلية، فأين احترام الملكية الفكرية في هذه المؤسسة التعليمية؟!
وأريد أن أوضح معنى تكنولوجيا التعليم، وهو تطوير التعليم، لا أستطيع أن أخفي الظلم الواقع على طلبة وطالبات هذا التخصص، وزارة التربية تدعي أنها تريد أن تطور العملية التعليمية وتطور المدارس لترتقي بالتعليم إلى أعلى مستوى ممتلئ بالتكنولوجيا ومواكب للعصر، بعيدا عن القلم والسبورة والأمور التقليدية التي انتهت صلاحيتها، فهل ستقوم وزارة التربية بتطوير التعليم دون الاستعانة بخريجي تخصص تكنولوجيا التعليم، وهم أساس هذا التطور الذي تزعم الوزارة أنها تريده؟
ألا يفترض أن تستفيد من خريجي التخصص بهذا التطور، وذلك بإعطائهم صلاحيات في المدرسة، وتفعيل دورهم المهم في العملية التعليمية، وإعطائهم رواتب تشجعهم على الإبداع في تطوير التعليم؟
أنا لا أريد أن يأخذ مشرف التقنيات في المدرسة راتبا يساوي راتب المعلم، مؤكد أن المعلم يستحق راتبا أعلى لما يفعله من عمل جبار، ولكن هل نست الوزارة أن مشرف التقنيات الذي أساسا يجب أن يكون مسماه «فني تقنيات» قد تخرج في الكلية نفسها التي تخرج منها المعلم! ولديه شهادة جامعية مثل شهاده المعلم!! فلم هذا الفرق الكبير في رواتبهم، الذي يصل الى أكثر من 250 دينارا، غير الكادر الجديد الذي سيقر للمعلمين في الفترة القادمة، ألا يعد هذا ظلما؟
إن ما نراه اليوم من إضرابات واعتصامات أمر محزن للغاية، وأكثر المضربين والمعتصمين أصحاب حق، لو قسمت الدولة منذ البداية رواتب العاملين وفق شهاداتهم العلمية ومجال تخصصهم لما انفجرت هذه القنبلة وانتشرت عدوى الإضرابات، حتى غزت كل وزارات الدولة، الكل اليوم هدفه واحد وهو العدل والمساواة في الرواتب، فهل من مجيب؟
في النهاية سأوجه حديثي إلى أعضاء هيئه التدريس بالهيئة: بما أنكم عازمون على الإضراب عن الساعات الإضافية، فلماذا قمتم بفتح شعب إضافية إذن، وتركتم الطلبة يسجلونها في جداولهم ثم يصدمون بأنه لا يوجد دكتور يعطيهم المادة؟
هذا ليس من الأخلاق يا أساتذة، فأنتم تريدون من هذا الفعل أن يقوم الطلبة بتقديم الشكاوى ويشكلون ضغطا لتصلوا إلى مبتغاكم، ولكنكم تساومون على مستقبل الطلبة.. وهذا ليس مقبولا.